مرحبا بمحبي الحوار و النقاش
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مرحبا بمحبي الحوار و النقاش


 

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
Admin



عدد الرسائل : 81
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الثاني Empty
مُساهمةموضوع: الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الثاني   الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الثاني Icon_minitimeالجمعة مايو 30, 2008 9:54 am

البحث الثاني

ضرورة بعثة الأنبياء
وبيانه بأمور :
البيان الأول : وجود الخلق وغرضه يستدعي وجود النبي :
قد عرفنا في مباحث التوحيد : في غرض الخلقة وغاية الوجود إن الله تعالى سخر للإنسان كل شيء بعد إن أتقن خلقه ، وهداه بهدى تكويني وهدى تشريعي ، وذلك حتى يتمكن من الوصول لغرضه الوجودي الذي هو خلاصة غرض الوجود ويقيم العبودية لله تعالى ويشكره عن اختيار ، ومع وجود تمام الظروف الملائمة فيصل الإنسان لأحسن غايته وما به تمام سعادته في الدارين .
ولما كان الله سبحانه وتعالى خالق الوجود وكل شيء فيه وهادي له : وهو تعالى لا يباشر عباده ولا يخالطهم لأنهم لا يطيقون نوره ولا هو مثلهم لأنه ليس كمثله شيء ، فلابد من اختيار أفضل العباد وأحسنهم في كل زمان لتبليغ هداه لهم ، فينزل عليهم وحيه وتعاليمه ليهدوا العباد الهدية التشريعية الموصلة لهم للصراط المستقيم الذي فيه بيان لكيفية العبودية له بحقيقة تعاليمه سبحانه ، والتي فيها كل ما فيه خير وصلاح البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة ، وهؤلاء المصطفون هم الأنبياء وأوصياهم عليهم الصلاة والسلام ، ولهذا يكون بعث الأنبياء ضرورة وجودية كونية وتشرعيّة ليتم غرض الخلقة والوجود بأحسن صورة ممكنة وبالخصوص بني الإنسان .

البيان الثاني : الطبيعة الإنسانية تستدعي وجود النبي:
وهذا بيان أخر لضرورة وجود النبي بين البشر : وبحثه من حيث الطبيعة النفسية والاجتماعية والمدنية للإنسان ، والتي بنفسها مع الغض عن النظر لغاية الوجود كله ، هي بنفسها تستدعي وجود النبي أو وصيه بينهم ليعلمهم بصدق وينفي الانحراف عن الهدى الحق والاختلاف فيه بينهم .
وذلك حيث أنه قد أتفق أهل الملل قاطبة على ضرورة بعث الأنبياء من قبل الله تعالى إلى الناس كافة ، وذلك لحكمة الوجود الاجتماعي والمدني للإنسان ، وإنه بوجوده يتمكن من الوصول إلى كماله بهداية ربانية تشرعيّة تعلمه الصراط المستقيم ، والذي يجب عليه سلوكه ليصل لسعادته وتمام هدايته، وبيانه:
حيث إن الإنسان : بطبعه الاجتماعي والمدني وبما أعطاه الله تعالى من المواصفات في الخلقة من المدنية والاجتماع والاختلاف في تشخيص المصالح والتخاصم الشديد في تطبيقها ، فإنه يحتاج لمرشد وهادي يعلمه سبيل الوصول لتمام سعادته وحقيقة أهدافه في جميع شؤون حياته المادية والمعنوية وبالخصوص إقامة حقيقة العبودية لله تعالى ، وكل ذلك وفق قانون عادل ودقيق ومتقن يصلح لجميع البشر في جمع الآفاق والبقاع ، و في جمع الأزمنة حتى في حال ختم النبوة ، أو حين غيبة النبي عن مجتمعه لظرف ما أو لبعدهم عنه في زمانه .
وبوجود النبي الكريم : يعرف هدى الله الحق ، وينفصل التخاصم بينهم في تعلم الهدى وتطبيقه ، ويرتفع الاختلاف بما يعلمه بشكل صريح وقاطع ، كما يمنع من الكذب على الله في ادعاء النبوة أو تعليم ضلال وتحميله على هدى الله ودينه الحق ، فلذا الواجب على كل البشر بعد الإيمان بالله من البحث عن نبي مبعوث عرفه الله لهم بما يؤيد رسالته ويُعرف صدقه ، وبهداه الحق تتم لهم إقامة عبوديته ويتم صلاحهم بالعدل والإحسان وشكر الرب المنان بما يحب ويرضى .
البيان الثالث : تعاليم الله ترشدنا لضرورة النبوة:
قال تعالى : { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } البقرة 213 . والآيات في هذا الباب كثيرة ، فهو تعالى يعلمنا إنه لابد لنا من نبي يرفع الاختلاف بيننا ويعلمنا هداه الحق المرضي له وهذا ما يطلبه العقلاء والوجدان.
ثم إن الله تعالى : العالم بحقيقة البشر وبجميع ما يحتاجون إليه لتطهير أرواحهم و ما ينتظم به أمر معاشهم ؛ هو الذي يختار أفضلهم وأطهرهم وأنزههم واتقاهم وأنقاهم وأعلمهم وأصلحهم لتبليغ تعاليمه ولقيادتهم لكمال صلاحهم ، لذا لا يحق لأحد أن يرشح نفسه للنبوة ولا خليفة للنبي أو أن يكون وصي له ، ما لم يكن الله قد اختاره لتبليغ رسالته أو بيانها بعد نبيه ، فلذا قال الله تعالى:
{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ }القصص 69.
{ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} الحج 76 .
{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } آل عمران 34 .
والآيات في هذا المعنى : كثيرة وبها تجد تفصيل الاصطفاء واختيار الأنبياء من قبله تعالى على علم منه بطهارتهم وصدقهم ، راجع مثلاً الآيات من 1 _ 61 من سورة آل عمران ، ترى فيها تفصيل اختيار الأنبياء من لدن آدم إلى نبينا محمد وذريته ، وذلك لعلمه تعالى بصدقهم في تعلم وتطبيق وتبليغ دينه الحق الرافع للاختلاف بين الناس ، وبهذه المعرفة للتأريخ الديني نعرف ضرورة النبوة.



البيان الرابع : سادت الحكماء يرشدون لضرورة النبوة :
وفيه بيانان :



أولاً : قال الإمام علي عليه السلام في اختيار الأنبياء :
... وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ ـ وَلَدَ آدم ـ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ .
لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ ، فَجَهِلُوا حَقَّهُ ، واتَّخَذُوا الأنداد مَعَهُ ، وَاجْتَالَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرفَتِهِ ، وَاقتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ .
فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ :
لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ :
مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ ، وَمِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، وَمَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ ، وَآجَالٍ تُفْنِيهمْ ، وَأَوْصَابٍ تُهْرِمُهُمْ ، وَأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ .
وَلَمْ يُخْلِ اللهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ : مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ ، أَوْ حُجَّةٍ لاَزِمَةٍ ، أَوْ مَحَجَّةٍ قَائِمَةٍ ، رُسُلٌ لا تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ .
وَلاَ كَثْرَةُ المُكَذِّبِينَ لَهُمْ : مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ ، أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ .
عَلَى ذْلِكَ نَسَلَتِ القُرُونُ ، وَمَضَتِ الدُّهُورُ ، وَسَلَفَتِ الأباء ، وَخَلَفَتِ الأبناء [1]... ) . </SPAN>

ثانياً : الإمام الصادق يعرفنا ضرورة النبوة :
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه : قال للزنديق الذي سأله : من أين أثبت الأنبياء والرسل ؟
قال عليه السلام : ( إنه لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق ، وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه ، ولا يلامسوه ، فيباشرهم ويباشروه ، ويحاجهم ويحاجوه .
ثبت أن له سفراء في خلقه : يعبرون عنه إلى خلقه وعباده ، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفى تركه فناؤهم .
فثبت : الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبرون عنه عز وجل ، وهم الأنبياء عليهم السلام وصفوته من خلقه ، حكماء مؤدبين بالحكمة ، مبعوثين بها ، غير مشاركين للناس - على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب - في شيء من أحوالهم مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة .
ثم ثبت ذلك : في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين ، لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته )[2] .</SPAN>
فلما عرفنا يا طيب : إنه لابد من وجود نبيا مرسلا من قبل الله سبحانه بين الناس يُعرفهم دين الله وهداه الواقعي الصادق الحق ، والذي به يشكر الله ويعبد ، وبه يكون معارف هداهم وصلاحهم في كل أحوالهم ، وبه يرفع الاختلاف بينهم لما فيه تمام سعادتهم حين إتباعه .
وذلك لأنه لله لم يجبر أحد على عبوديته وتطبيق هداه ، وذلك بعد إن هداهم السبيل بصراط مستقيم لوجود المنعم عليه بالنبوة والهدى الإلهي بالوحي أو بالتعليم ، ويدل عليه وعلى ضرورة وجوده العقل وإتقان الوجود وتعاليم الدين ، والكلام الحسن الصادق الموافق للفطرة الذي يعلموه سادت البشر والمصلحين فيهم .
نذكر أمر أخر مهم : وهو سبب ختم النبوة ، وما هي الظروف الموجبة لختمها ، وضرورة وجود من يقوم مقام الأنبياء بين العباد من أوصياءهم وخلفائهم ، مادامت مصلحة العباد مستوجبه لوجود الصادق الذي يقوم بتعريف هدى الله الواقعي ، وبه يرفع الاختلاف المتواجد بين المبشر الذي هو من طبيعة وجودهم ، ونشير لما يجب به أن يُعرف الوصي للنبي وخليفته بالحق بعده .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://4art.ahlamontada.net
 
الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الرابع-الأمر الثالث
» الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الثالث
» الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الأول
» الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الخامس
» الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث السادس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مرحبا بمحبي الحوار و النقاش :: المنتديات الدينية :: السيرة النبوية-
انتقل الى: