مرحبا بمحبي الحوار و النقاش
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مرحبا بمحبي الحوار و النقاش


 

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الرابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
Admin



عدد الرسائل : 81
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الرابع Empty
مُساهمةموضوع: الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الرابع   الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الرابع Icon_minitimeالجمعة مايو 30, 2008 9:59 am

البحث الرابع

أمور تعرفنا صدق مدعي النبوة
ُيعرف صدق مدعي النبوة بأمور وهي :
الأول : احتياج المجتمع لنبي يهديه :
إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وهو عليم وحكيم بعباده ، وبر رحيم بهم وهادي لهم قيوم عليهم ، وهو الذي يبعث النبي في زمان يحتاج فيه المجتمع لنبي يدلهم على مكارم الأخلاق وكل ما فيه صلاح حالهم وخيرهم ، فيعرهم ويرشدهم لضرورة الإيمان بالله تعالى ، ويدلهم على معارف هداه الذي فيه نعيمهم وسعادتهم، وما يجب عليهم من العمل عن اعتقاد بهداه وبالعدل الإحسان بينهم ، وضرورة الصدق في أقوالهم وأفعالهم ليسود بينهم التعامل باللطف و الوئام ، وذلك بعد أن كان قد ساد بينهم الشرك والكفر والظلم والغش والخيانة والجهل والعدوان أو كاد أن يعمهم ، فيرتفع بهم بما أنزل الله عليه من ذل الانحطاط والكفر إلى عز الإيمان والحكمة ليصلوا لسعادة الدنيا والآخرة .
وبالتدبر في رسالة الأنبياء ودعوتهم للإصلاح : نعرف هداهم الحق في تعاليمهم وفي سيرتهم وسلوكهم وما دعوا له من العدل والإحسان وضرورة الإيمان بالله الرب الحنان المنان ، ولا يمكن إنكار خير وبر وهدى رسالة المرسلين وما تدعو له من الهدى ، ويكفيك التدبر في القرآن المجيد لتعرف المهام التي جاء بها الأنبياء ، فراجع سورة الأنبياء والآيات المتعرضة لقصص الأنبياء ، وقد قدمنا كلام الإمام علي عليه السلام في سبب بعث الأنبياء فتدبر فيه تعرف ما رمنا .
وقال الله تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ } النحل 36 .
وقال سبحانه : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } الحديد 25 . وقال عز وجل : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } الجمعة 2 .
وآيات القرآن المجيد : كلها يمكن إرجاعها لهذا المطلب ، وهو بأن البشر محتاج لهداة كلما بدلوا حقيقة الأحكام الإلهية ، فيتفضل الله عليهم بمن يعلمهم هداه الحق ولم يخل زمان مما فيه صلاحهم ، ومع وجود المصلح لهم والرافع للاختلاف بينهم والمبين لهداه الحق فيهم إن تبعوه بعد تعريفه لهم :
وقد قال سبحانه وتعالى : { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } الرعد7.
وقال الله تعالى : { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ
وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ، وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ، وكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا

رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } النساء 163 ـ 135 .
وبهؤلاء المطهرين المصطفين الأخيار يقيم الله حجته ، فإنه بهم عرف البشر هداه ، وعليهم إطاعتهم لأنه بما علموه وبينوه يكون صلاح العباد ، وهذا يدركوه بعقولهم وبفطرتهم الطالبة للكمال من الرب المتعال ، كما عرفت من ضرورة وجود النبي المعرف لهدى الله ولكل ما يصلح البشر ، ولعنايته سبحانه بهم ولكونه حكيم وهادي لهم وقيوم عليهم ، يوصلهم لأحسن غاية لهم إن أقاموا تعليمه ومعارفه المنزلة على الأنبياء والمرسلين عليهم السلام .
الأمر الثاني: وجود الكمال التام في صفات النبي الذاتية:
يجب أن يكون النبي : فيه مواصفات ذاتية متعلقة بشخص النبي الكريم تؤيد دعوته وتصدقه ، وهذه الصفات الفاضلة هي التي تؤهله لمقام النبوة وتحمله أعباء الرسالة وتبليغها ، ونذكرها هنا على نحو الشرح المختصر ، وراجع أصولها في بحث العصمة الآتي ، والصفات وهي :
أولاً : الصفات الذاتية للنبي الكريم :
النبي : يجب أن يكون طاهر مطهر ، وهي أن تكون له صفة النزاهة عن دناءة الآباء وعهر الأمهات ، وأن يكون وليد بيت شرف ورفعة و من عائلة كريمة في أخلاقها ونسبها لسراية العرق الوراثي في الأبناء وتأثيره ، كما يجب أن يكون سالم الخلق في البدن وعدم وجود ما ينفر الناس منه لا في ذاته ولا في لوازمها حتى يتوجه إليه مجتمعه ويؤثر فيهم فيطيعه الناس بكل ما يُعلم من هداه .
كما يجب أن : يكون سيد مجتمعه في طهارة النفس من الضلال والأمور الخسيسة ، ويجب أن يكون له العقل الكامل وذو لب حكيم والذكاء والفطنة والعلم والفهم والحلم ، وذلك لكي تؤثر دعوته في الناس ويقبلون منه تعاليمه ولا ينتقص في شيء من النسب والمواصفات الخلقية والعلمية والعملية .
قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ …. فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } آل عمران 33،34ـ61 ، وبهذه الآيات الكريمة : عرفنا سبحانه الاصطفاء لمن يعلم خيره وصلاحه وصدقه ، ثم بين في تلك الآيات لو تتلوها كلها بتمامها لطهارة مريم ويحيى ثم يباهلهم بالنبي وآله الطيبين الطاهرين ، وينفي عنهم الكذب ، وبهذا يدل العباد وكل المنصفين ، لملاك النبوة والاصطفاء واختيار الرسل وأوصياءهم من بعض.
ثانياً : يجب أن يكون النبي أفضل الناس أخلاقا :
يا طيب : يجب أن يكون النبي ذو طباع كريمة وسيرة حسنة شريفة ، ومنها العدالة في التصرف والأمانة والصدق والوفاء بالعهد والوعد ، ويجب أن يكون عطوف رءوف رحيم بر محسن وجامع لجميع الأخلاق الحميدة والصفات الفاضل على نحو الكمال والتمام ، وبهذه المواصفات يصدقه الناس ويتبعوه ويحبوه ويتعلموا ومنه ويطيعوه في كل معارف هداه .
فلذا يجب أن لا يكون لئيم ولا فض غليظ القلب ولا يستخدم الغش والخيانة ، ولا إي صفة أخرى تدل على خسة الطبع ولا حتى قلة المروءة ولا الابتذال في التصرف ولا الانكباب على الدنيا وزينتها ، ويعمل بما يعلم من مكارم الأخلاق ، فقد قال تعالى :
{ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } آل عمران 161 .
ويكفيك أن تراجع حياة الأنبياء وكيفية دعوتهم لأممهم وكم مدحهم الله تعالى وزكاهم ، وعرفنا سبحانه في قصصهم في كثير من الآيات علو خُلقهم وكمال دينهم وحسن سيرتهم ، وأيضا راجع بحث العصمة الآتي ، وراجع البحث السابق في احتياج مجتمع النبي له ، وانظر قوله تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } النحل 125 . و هذا سبيل جميع الأنبياء في دعوتهم راجع قصصهم تعرف إنهم على خُلق عظيم .
ولهذه المطالب : يكفي دليل بأنهم أنبياء مختارون لله ومصطفون لتعليم دينه القيم وهداه الموصل لكل خير ونعيم ، ولا ينال هذا المنصب إلا من كان أفضل أهل زمانه وأحسنهم وأكملهم علما وتعليما وتبليغا بكلامه وسيرته وسلوكه وبكل تصرف، حتى يكون قدوة حسنه يوصل لعبودية الله والإخلاص له بكل مظهر له.

ثالثاً : علو همة النبي وعزمه القوي على تبليغ دين الله :
بالإضافة إلى الكمال الذاتي والخُلقي ، يجب أن يكون النبي : عنده الشجاعة على تبليغ رسالته والإصرار على نشر مبادئه ، ويكون ثابت على دعوته مؤمن بتعاليمه ، بحيث يطبقها في الأول على نفسه كما يطلب من الآخرين الإيمان والعمل بها ، وأن يكون عنده حسن السياسة والتدبير وحكيم في القيادة والهداية ، وقوي على الوعظ والإرشاد والتبليغ وبأحسن بيان ، متحمل للمصائب والمحن في سبيل تحقيقها ، ولا يداهن على مبادئه ولا يتنازل عن تعاليمه ، مصر على المضي في سبيله ودعوته لدين الله .
كما و يجب : أن لا يستعمل النبي لنشر معارف هدى الله الغش والخداع والمكر والحيلة والغدر ، ولا أي صفة من الصفات المنافية لكرامة المبدأ ولشرف المقصد في تحقيق هدى الله في عباده ونشره لمعارف دينه القيم .
وثبات الأنبياء : في تبليغهم تعاليم الله حكاه سبحانه في كتابه الكريم راجع قصص حياتهم الكريمة ، تعرف كم تحملوا في سبيل إعلاء كلمة الله ودينه ، وكم الله تعالى أثنى عليهم وعلى صبرهم ، حتى قال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } السجدة 24 .
وقال عز وجل : {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ ، وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ } الأنعام 33 ـ 34 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://4art.ahlamontada.net
 
الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الرابع-الأمر الثالث
» الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الثالث
» الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الأول
» الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الثاني
» الباب الأول من الأصل الثالث للدين_ البحث الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مرحبا بمحبي الحوار و النقاش :: المنتديات الدينية :: السيرة النبوية-
انتقل الى: